No-IMG

حکمتيار: نحن ندعو جميع المواطنين من تكرار التجارب السابقة الفاشلة والدموية

الترجمه: الاخ حامد جویا

 

خطبة القائد المحترم المجاهد حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي في افغانستان  (الجمعة 26 شوال 1443هـ، 6 الجوزاء 1401هـ ش الموافق 27 مايو 2022م).

الحمد للّٰهِ وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد: أعوذ باللّٰهِ من الشيطان الرجيم، بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ.

إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 21 أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ . صدق الله العظيم.  آل عمران: 21- 22

يقول الله تعالى:

الذين يكفرون بآيات الله، ويقتلون أنبياء الله ظلمًا وعدوانًا ويقتلون الذين يأمرون الناس بالعدل، فبشرهم بعذاب أليم. وهم الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة، وليس لهم أعوان ولا أنصار.

أي: من ينكر آيات الله ويعارضون رسل الله إلى أن ينتهي بهم الأمر إلى أن يقوموا بقتل الأنبياء وقتل كل من يأمر الناس ويدعوهم إلى العدل ويرفع صوته ضد الظالم، فبعضهم يأملون من هذا القتل بأنهم سوف يمحون خصومهم من الأنبياء والمقسطين فتزول المهددات لسلطتهم ويضمنون بقاء دولتهم وقيادتها واستمرارها. ومنهم من يفعل ذلك على أمل أن يدافعوا عن دينهم ومذهبهم، فيرضى الله عنهم ويكونون من أهل الجنة، فأولئك هم من يستحق لعقاب أليم على خلاف توقعهم وأملهم الزائف والمخادع. فليعلموا أنهم لن يسمعوا أخبار تحقق أحلامهم أبدًا.

ولن يكون لهم مكسب في الدنيا ولا في الآخرة، ولن يجدوا من ينقذهم من سوء عاقبتهم لا في الدنيا ولا في الآخرة ولا ينفعهم بشيء، الذين يضربون أحجار المودة والمساعدة، على صدورهم ويقفون أمامهم مربوطي الأيدي، احترامًا لهم، ولكن عندما يأتي يوم الحق والعدل، لن يأتي أحد لمساعدتهم ولن يجدوا أحدا ينصرهم ولن يفيدهم في شيء.

يتضح  من قوله تعالى: (حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ) أن البعض يريدون من هذه التناقضات، أهدافا دنيوية والبعض لديهم آمال وأطماع أخروية ولكن شيئا منها لن يتحقق.

أيها الإخوة والأخوات

كيف يتوقع هؤلاء الأفراد والجماعات تحقيق أهدافهم بالقتل وقمع الأبرياء؟ وكيف يأتيهم  العون الإلهي وكيف يساعدهم الأفغان. فمن هو الأفغاني والمسلم الذي يدعم هؤلاء الطغاة قساة القلوب؟ هل وظيفتهم تفجير المساجد؟ ولا يرحمون المصلين، وظيفتهم معاداة المجاهدين الصادقين والصالحين، ومد يد العون للكفار ومعاداة المسلمين. فمن لا يرحم الأفغان المظلومين، فمن يرحم؟

كل الانفجارات  التي حدثت في سنوات الجهاد الأخيرة، والانفجارات الوحشية الأخيرة في كابول ومزار شريف، من عمل أولئك الذين لا يؤمنون بأي قيم دينية أو إنسانية. وليس لهم هدف مقدس في حياتهم، بل هم مرتزقة حروب الوكالة وجنودها.

الذين يقومون بتدمير المرافق العامة، وتدمير الجسور والمستشفيات والسدود والمدارس وتفجير أعمدة الكهرباء بالبارود. يقطعون الكهرباء عن الأفغان المظلومين، هؤلاء ليسوا إلا أعداء المظلومين وأعداء النور والحق والعدل. ليست لديهم الشجاعة للقتال المباشر ضد خصومهم فينتقمون من المظلومين.

أيها الإخوة والأخوات

من يظلم أو يساعد الظالم ويصادقه، فالله يسلط هذا الظالم عليه. وأي زعيم لجماعة أو حاكما، إذا شجع جماعته أو بلده لهجوم وحشي على الآخرين. فقد جر الحرب إلى منزله.

لما غزا البيت الأبيض أفغانستان،  في عهد جورج دبليو بوش، كان يقتل أكثر من 50 ألف أفغاني كل عام. وهذا اليوم بعد عشرين عاما، اعترفت الولايات المتحدة بمقتل ما يقرب من 50 ألف أمريكي في جرائم جنائية في جميع أنحاء الولايات المتحدة في العام الماضي. وهذا العام هو الأكثر دموية على الإطلاق منذ نصف قرن.

في حرب العشرين عاما التي فرضتها الولايات المتحدة، قتلت ما يقارب من مليون أفغاني. إذا ظل السجل الجنائي للولايات المتحدة كما هو، فسوف يتم قتل مثل هذا العدد من الأمريكيين في العشرين سنة القادمة.

لقد زادت الحوادث الأمنية بشكل غير مسبوق في الولايات المتحدة، وهذا له عامل واضح وهو الغزو الأمريكي لأفغانستان. الحروب مثل الأوبئة المعدية والغزاة المقاتلون ينقلونها معهم إلى ديارهم. الجرائم الجنائية الأمريكية، لها ارتباط مباشر بالحرب في أفغانستان. مقتل ما يقرب من مليون أمريكي بكورونا، يعني أن هناك سنة إلهية في الانتقام من الظالم وهناك نظام محدد للثواب والعقاب، والنهاية هي مساءلة الظالمين.

من ينضم إلى الغزاة في عدوانهم على دولة أخرى. فإن الله يسلط هذا الغازي على هؤلاء المناصرين؛ انتقاما للمظلومين. فأوكرانيا مثال واضح، حيث تحالفت مع القوات السوفيتية في غزو أفغانستان، فتعرضت هي للهجوم من قبل القوات الروسية اليوم. وانضمت إلى الناتو وهي اليوم مشتعلة في حرب الناتو ضد روسيا.

الإخوة والأخوات

يحتاج الأفغان اليوم إلى حل شامل وبناء للأزمة الحالية. وفي هذا الصدد، على الإمارة الإسلامية أن تتخذ إجراءات وخطوات عملية قوية قبل الآخرين، لإنقاذ البلاد من التهديدات، وإيقاف الحرب وأسبابها إلى الأبد.

بالنسبة لتشكيل لجنة من قبل الإمارة الإسلامية ودعوة المعارضة بالعودة إلى البلاد. وأن من يعود فإنه آمن في نفسه، وعِرضه، وكل ما لديه من مال وممتلكات، بصرف النظر عن كيفية الحصول عليها، فإن الإمارة الإسلامية تضمن سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم. وتم تطبيق هذا الواقع مع البعض، لكن رد فعل الجانب الآخر لم يكن باردًا فحسب، بل فسر البعضُ العرضَ على أنه استسلام، والبعض رد بقوة وأصرّ على مواصلة الحرب. وفي المقابل وبعد اجتماع وإعلان أنقرة، كان رد فعل الإمارة الإسلامية فوريًا وجادًا، واستبعدت أي محادثات مستقبلية معهم. وقالت "لقد تحقق الأمن والحكومة الحالية شاملة" والشعب وراءها ...

ومن قام بتقديم خطة للخروج من الأزمة بالرجوع إلى آراء الشعب، فالجواب أيضًا كان (لا) وبدلاً من ذلك، يبدو أنهم مشغولون بتشكيل مجلس "لويه جيرغا" المجلس الكبير

ولكن مثل هذا المجلس (لويه جيرغا)، يتم قبوله من بعض أعضاء الإمارة الإسلامية، وليس كلهم، ولا توجد موافقة المعارضة المسلحة ولا الشعب، ولا أصحاب الرأي من الأفغان. لأنه لم يتم حل أي مشكلة في البلد بمجالس الجيرغا بل أدى دائمًا إلى تفاقمها.

الوضع الحالي الحساس والمتوتر يتطلب من الإمارة الإسلامية، خاصة بأنها بحاجة ماسة لاجتماع قوي فعال، يمثل الشعب، ويمكنه إحباط مؤامرات الأعداء، واتخاذ قرارات بشأن جميع القضايا الوطنية التي تقف وراءها الغالبية العظمى من الشعب، وأن يتم الاتفاق على دستور جديد للبلاد.

الإخوة والأخوات      

مشكلتنا الرئيسية الأخرى هي أنه لا المعارضة المسلحة متحدة على محور قوي ومقبول ولا المعترضين الداعين إلى السلام. المفاوضات يمكن أن تنجح فقط في صورة واحدة، وهي في حالة أن تتفق هذه المحاور الثلاثة: الإمارة الإسلامية، المعارضة السلمية، والمعارضة المسلحة، على الجلوس لإجراء مفاوضات صادقة وهادفة، وتتعهد بإنهاء الحروب، ووضع كل محور خطته الخاصة على طاولة المفاوضات.

لكن المعارضة المسلحة من الناحية العملية، ليست موحدة، ولها تاريخ طويل من الحروب الداخلية الدموية بينها، وقد حكمت أفغانستان طوال 44 عامًا بقوة السلاح، ومساعدة الأجانب وقتلت منافسيها السياسيين والعرقيين بقوة السلاح، أو سجنتهم، أو أجبرتهم على الفرار من البلاد ونهبت أراضيهم ومنازلهم وممتلكاتهم، سجلات معظمهم سوداء للغاية بحيث لا توجد فيها مساحة بيضاء، ويبدو أنه من المستحيل اجتماعها على محور واحد. لا قيادة واحدة لهم ولا مخرج واضح من الأزمة، بل ولا زالوا يصرون على مواصلة الحرب واستخدام أسلحة الأجانب وأموالهم.

نحن ندعو جميع المواطنين الأفغان المؤمنين إلى اختيار نهج جديد وبناء بدلاً من تكرار التجارب السابقة الفاشلة والدموية. رفض الحرب والإصرار عليها وحل جميع القضايا من خلال المنافسة الشريفة والسلمية والمفاوضات الصادقة غير المشروطة، وكان هذا اقتراحنا بالأمس ولنا نفس الموقف اليوم.

أيها الإخوة والأخوات

الولايات المتحدة تهدد بالعدوان، وتشتد لهجتها يوما بعد يوم، بينما لم يكن هناك أي تهديد للولايات المتحدة، من أفغانستان، لا بالأمس ولا اليوم. لكنها تكرر كل يوم: "إذا كان هناك أي تهديد من القاعدة أو داعش للولايات المتحدة، فسيكون هناك رد عسكري فوري، ويبدو الأمر كما لو أنهم مستعدون لمثل هذا الرد فعلا".

يعرف كل أفغاني أن القاعدة وداعش ليس لهما وجود نشط في أفغانستان، ولا تهدد الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى في المنطقة. لا توجد لهما مراكز واضحة أو ثابتة، ولا توجد لهما إمكانيات لأعمال عدائية كبيرة. في الواقع، لا نرى سوى انفجارات في المساجد، أو إطلاق أقل من عشرة صواريخ عشوائية عمياء على الجيران لم تكن قادرة من عبور نهر أمو داريا. كل هذا يدل على أن التهديدات الأمريكية ما هي إلا أعذار سخيفة لا أساس لها.

ليس لدى الولايات المتحدة خطة واضحة لحل مشاكل أفغانستان، ولم يسمع منها أي بديل سوى تكرار الماضي.

يبدو من الوضع الراهن في المنطقة ودول الجوار ومن تصريحات وتصرفات بعض الأطراف، أننا لا سمح الله قد نواجه حالة عام 2001 مرة أخرى. أي هجوم مشترك آخر بقيادة الولايات المتحدة، وانضمام جيراننا مرة أخرى إلى المهاجمين، لأن بعض المجموعات تريد هذا الشيء وتنتظره.

ما يجب على الأفغان فعله، لمنع اندلاع حرب كارثية أخرى وتكرارها، هو عدم السماح لبلدنا بالانخراط في مثل هذه الحروب مرة أخرى وإلى الأبد.

وتقع مسؤولية خروج البلاد من هذا الوضع إلى حد كبير على عاتق الإمارة، هناك فرصة كافية لاتخاذ القرار البناء، لأن عواقب استمرار الوضع، تضر الإمارة أكثر من غيرها. فيجب تقديم خطة بطريقة تقنع جميع الأفغان وتساعد في الحل الفوري والدائم للأزمة. أما الخطة التي تطلب فيها من المعارضة الاستسلام غير المشروط،  ففرص قبولها وتطبيقها ضئيلة جدا.

أيها الإخوة والأخوات

يشير الوضع العالمي للذهاب إلى حرب كبيرة أخرى. ازدادت احتمالية شن هجوم صيني على تايوان، حيث هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن الصين بتهديد قوي. وقال "إذا غزت الصين تايوان، فإن الولايات المتحدة ستشن عملية عسكرية". ومع ذلك، فقد أقر جو بايدن بأنه يتفق مع خطة وحدة الأراضي الصينية و لكن ليس بالقوة. وردت الصين بالقول إن الولايات المتحدة، انتهكت اتفاقية (صين واحدة). وبعد هذا التهديد، تشير مناورات جوية صينية روسية مشتركة في منطقة حساسة ووقت حساس إلى احتمال نشوب حرب في جنوب شرق آسيا، تشمل الصين وروسيا من جانب والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من جانب آخر.

نسأل الله أن يحفظ شعبنا المظلوم وبلدنا الذي مزقته الحرب، من شرور الأعداء في الداخل والخارج، وأن يفشل مؤامرات الأعداء، وأن يجعل أفغانستان خالية من الحرب والفقر والجوع، وانعدام الأمن، وأن ينعم شعبنا المظلوم بنظام إسلامي شامل، آمين.

 

سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ وَنَتُوبُ إِلَيْكَ.

========================

تمت الترجمه بواسطة الاخ حامد جویا- ترکیا.

تبصره / نظر

نظرات / تبصري

د همدې برخي څخه

شریک کړئ

ټولپوښتنه

زمونږ نوي ویبسائټ څنګه دي؟

زمونږ فيسبوک